توجد حالات يواجه فيها الأشخاص أعراضًا يفترض أنها مشابهة لأعراض أمراض الخرف، ولكن في الواقع هذا ليس خرفًا على الإطلاق، ولكنه مشاكل طبية أو عقلية يمكن علاجها حتى تختفي الأعراض تمامًا. 

هاتان الظاهرتان هما الخرف الزائف والخرف القابل للشفاء. 

الخرف القابل للشفاء (REVERSIBLE DEMENTIA)

يمكن أن يكون سببه ورم في الدماغ أو نزيف في الدماغ، وانخفاض وظيفة الغدة الدرقية، وعدوى في المسالك البولية، ونقص الفيتامينات (مثل B12)، والالتهابات وغير ذلك. يمكن أن تؤدي هذه الحالات إلى ظواهر تذكرنا بالتدهور المعرفي، ولكنها في الواقع قابلة للشفاء تمامًا مع العلاج الطبي المناسب.

طريقة العلاج:

غالبًا ما تكون فحوصات الدم المنتظمة قادرة على تجاوز المشكلة، وستتمكن طبيبة الأسرة من اقتراح حل طبي عاجل حتى تختفي الأعراض. 

الخرف الزائف (PSEUDO-DEMENTIA – PDEM)

يشير المصطلح إلى حالة تشبه الخرف يعاني فيها الشخص الذي يواجهها من عجز في عمليات التفكير، ولكن بينما في مرضى الخرف تموت خلايا الدماغ تدريجيا وتسبب تدهورا في الوظائف المعرفية، في هؤلاء الأشخاص لا تموت خلايا الدماغ. ما يسبب الخرف الزائف نفسه عادة ما تكون الاضطرابات النفسية ذات الصلة، مثل الاكتئاب أو القلق أو الهوس أو الذُهان.

بالإضافة إلى الأعراض العاطفية، غالبًا ما يواجه الأشخاص المصابون بالخرف الزائف انخفاضًا في اليقظة، وعجزًا في الذاكرة طويلة وقصيرة المدى، وضعفًا في الوظائف التنفيذية ووظائف اللغة (على سبيل المثال، القدرة على فهم الآخرين، والتعبير، والكلمات التي تتعثر على طرف اللسان، وما إلى ذلك). 

على عكس مرضى الخرف الذين هم أقل وعيا بأن أدائهم قد انخفض وأن هناك شيء ما غير سليم معهم، فإن الأشخاص الذين يعانون من الخرف الزائف أكثر وعيا بحالتهم، فهي تسبب لهم قلقا وخوفًا شديدًا، وينشغلون بها كثيرًا. وهكذا، على سبيل المثال، هناك العديد من الحالات التي يبدون فيها ذاكرة تتدهور، ولكن على وجه التحديد عندما يسألونهم عن مرض "الخرف" لديهم، فإنهم يتذكرونه جيدا وقادرون على الحديث عنه بأدق التفاصيل.  

الأشخاص الذين يعانون من الخرف عادة لا يؤدون بشكل جيد في اختبارات الذاكرة العصبية النفسية، في حين أن الأشخاص الذين يعانون من الخرف الكاذب يميلون إلى القيام بعمل جيد في اختبارات الذاكرة، حتى لو كانوا يعانون من مشاكل في الذاكرة.

مقياس اكتئاب الشيخوخة (GDS) هو مقياس واحد يستخدم للتمييز بين الحالتين، وهو أكثر فائدة عند دمجه مع تاريخ المريض وأدائه الحالي. في هذا الاختبار، قد يظهر الأشخاص المصابون بالخرف مجموعة واسعة من العواطف ويبدون عواطف لا تتوافق مع الموقف، مثل الضحك أثناء حدث كئيب، على سبيل المثال.

طريقة العلاج:

على عكس الخرف، يوجد له علاج دوائي. وقد وجد أن العلاج بالأدوية النفسية فاعل في الحد من أعراض الخرف الزائف، وحتى في إعادة الشخص جزئيًّا إلى حالته السابقة. تشير الدراسات إلى أنه عند إعطاء العلاج المناسب، يظهر وجود تحسن في وظائف الذاكرة. تشخيص الخرف الزائف بشكل خاص، واكتئاب الشيخوخة بشكل عام، يشكل أيضًا عامل خطر كبيرًا في تطور الخرف في المستقبل. 

يتزامن العلاج مع علاج الاكتئاب، وتتحسن الأعراض مع وجود خطة علاج شاملة، وفي كثير من الحالات، قد تعود الوظيفة المعرفية. قد يشمل علاج الخرف الزائف العلاج النفسي أو العلاج الدوائي بمضادات الاكتئاب أو مزيج من الاثنين معًا.

العلاج السلوكي المعرفي (CBT) والعلاج الشخصي هما علاجان فرديان وجدا أنهما فاعلين في علاج الاكتئاب، وهما مفيدان أيضا لعلاج الخرف الزائف. يتضمن هذا النهج العلاجي استكشاف أنماط التفكير والسلوك وتعديلها لتحسين المزاج.

التشخيص المبكر:

التشخيص المبكر للظواهر المرتبطة بانخفاض القدرات المعرفية يمكن أن يوفر الكثير من الألم والإجهاد والسنوات مع نوعية حياة رديئة. فيما يلي مزيد من التفسيرات حول أهمية التشخيص المبكر لمشاكل الذاكرة والتدهور المعرفي.

___________________________________________________________________________

هل تقدمون الرعاية لشخص مصاب بالخرف؟

اليكم ارشادات هامة