ما هو الخَرَف؟

״الخرف״ هو مجموعة من المؤشرات التي تدلّ على حصول ضرر في أداء الدماغ العالي (خلل في الذاكرة،
اللغة، التواجد، المبادرة، التشخيص، الإدراك والقدرة على الحكم على الأمور) تغيير سلوكي وتراجع أدائي. من
الممكن أن تؤدي الكثير من الأمراض للخرف. أكثرها انتشارا وشهرة هو مرض الألتسهايمر. في بعض الأحيان،
تؤدي أمراض أخرى للخرف على النحو المفصّل أدناه.

عموماً، تتفاقم أعراض الخَرَف مع مرور الوقت. تختلف طبيعة الأعراض ووتيرة تغيّرها في الأمراض المختلفة
من شخص لآخر، لكن مع تقدّم الحالة المرضية، سيجد الشخص المريض صعوبة أكبر في أداء النشاطات
اليومية، ومع مرور الوقت يصبح متعلّقا، بصورة كاملة، بالآخرين. يؤدي الخرف في درجة الشدّة المرتفعة إلى
حالة يكون المريض فيها مُنهكاً نفسيا.

يبلغ عدد المرضى في البلاد، بحسب التقديرات، نحو 150 ألفا.
عموما، يصل انتشار الخرف لدى أبناء 60 عاما إلى 1%، ويتضاعف هذا الانتشار كل خمس سنوات من
الارتفاع بالعمر. أي: لدى أبناء 60-64 عاما، يبلغ انتشار الخرف 1%، بينما يبلغ هذا الانتشار لدى أبناء 65-69
2%، ولدى أبناء
70-74 سنة تبلغ نسبة الانتشار 4%، ولدى أبناء 70-75 8%، وهكذا دواليك وصولا إلى أبناء 85-90 عاما
حيث يصل انتشار الخرف لديهم إلى نحو 30%، وفوق سن 90 عاما حيث يبلغ الثلثين.
بحسب مختلف الأبحاث، تصل نسبة انتشار الخرف في صفوف أبناء 65 عاما وما فوق، ممّن يسكنون في
المجتمع والمؤسسات على السواء، إلى نحو 20%. يعاني نصفهم من المرض بمستواه المنخفض، الرّبع – من
المستوى المتوسط، والرّبع – من مستوى الحدّة الأعلى. بالمقارنة بحسب الجنس، تبين أن نحو 20% من النساء
البالغات أكثر من 65 عاما أصبن بالمرض مقابل 15% من الرجال.
تظهر الأبحاث التي تم إجراؤها في الولايات المتحدة ارتفاعا بنسبة 10% بعدد المرضى خلال السنوات الخمس
الأخيرة، ومن المتوقع أن يضاعف هذا العدد نفسه ثلاث مرات حتى العام 2050. هذا، في أعقاب ارتفاع متوسط
عمر السّكان بالأساس.

مرض الزهايمر والوراثة​

أعراض الخَرَف

 تراجع بقدرات الذاكرة قصيرة الأمد، ولاحقا على المدى الأطول

 صعوبة في أداء المهامّ المعروفة والمعتادة

 مشاكل في اللغة والتواصل

صعوبات في تشغيل الأجهزة المنزلية

المس بالقدرة على تمييز الأغراض والأشخاص

 انعدام القدرة على التواجد في المكان والزّمان

حكم خاطئ على الأمور

 مشاكل في التفكير البسيط

 تغييرات في الحالة النفسية والسلوكية

تغييرات في الشخصية
 فقدان المبادرة

صعوبة في الأداء اليومي، وبضمن ذلك الاستحمام، ارتداء الملابس، تناول الأدوية وما شابه

أسباب الخَرَف

مرض الألتسهايمر (Alzheimer's disease) هو السبب الأكثر انتشارا للخرف. يتم تشخيص 60% ممّن
يعانون من الخرف كمصابين بمرض ألتسهايمر. إنه مرض ضموري في الدّماغ، يتفاقم تدريجيا. يؤدي المرض
إلى ضمور الخلايا في أنسجة الدماغ. بالإضافة إلى فقدان الخلايا العصبية في الدماغ، تلاحظ في دماغ المريض
ترسبات لمادة ببتيد بيتا النشواني، ويترسب في الخلايا العصبية بروتين تاو المُفَسْفَر. نحن نعتقد أن هذه التغييرات
تشوّش عمل الخلايا.
قام بوصف هذا المرض، لأول مرة، قبل مئة عام، طبيب ألماني اسمه إلڤيس ألتسهايمر، والذي قام بتشخيص
المرض لدى سيدة تبلغ 51 عاما، كما قام بتوثيق التغييرات التي حصلت في دماغها. حتى اليوم، تشكّل النتائج
التي حصل عليها أساسا للتشخيص السريري المؤكد للمرض.
يتواجد الأشخاص المصابون بمتلازمة داون (Down syndrome) في دائرة الخطر للإصابة بمرض
الألتسهايمر منذ سن الكهولة.

الخرف الوعائي (Vascular dementia) والذي ينتج عن تضرّر الأوعية الدموية الدماغية. يرتبط الدماغ
بشبكة من الأوعية الدموية التي توصل الدم المشبع بالأوكسجين إليه. عند انقطاع تزويد الدماغ بالأوكسجين،
تتعرّض خلايا الدماغ للضرر. من الممكن أن يحصل الخرف الوعائي بعد سكتة دماغية بسبب انسداد الأوعية
الدموية الكبيرة، نتيجة لتضرر الأوعية الدماغية الصغيرة (Lacunar infarctions) وكذلك نتيجة لأمراض
الدم وحالات النزيف الدماغي. يشكّل التدخين، السّكري، ارتفاع ضغط الدم، مستويات الدهنيات المرتفعة في الدم،
فرط التخثر وعدم انتظام نبض القلب عوامل خطورة للإصابة بالخرف الوعائي.

خَرَف أجسام ليوي (Lewy body dementia) – حصل هذا الشكل من الخرف على اسمه بسبب أشكال كروية
بروتينية صغيرة تنشأ داخل الخلايا العصبية، والتي تم وصفها من قبل طبيب الأعصاب فريتس ليوي في برلين.
يتّسم المرض باختلالات في الأداء العقلي والسلوكي وبعلامات مرض باركينسون التي تظهر واحدة قبل أو بعد
الأخرى بفارق سنة واحدة. يعاني المرضى في أحيان متقاربة من عدم الهدوء وفرط الحركة الزائد خلال النوم،
قبل حصول التغييرات العقلية أو الباركنسونية بسنوات كثيرة. خلال النهار، يكون الأداء العقلي والسلوكي متموّجاً
بالعادة. يعاني المرضى، في أحيان متقاربة، من هذيان بصري.

الخرف الجبهي الصدغي (Fronto-temporal dementia) – في هذا المرض، يكون من الملاحظ تقلص
الدماغ في المناطق الأمامية من الدماغ، في الفصوص الجبهية والفصوص الصدغية. يتّسم المرض بالأساس
بالتغييرات السلوكية، وفي بعض الأحيان، يعاني المرضى من اضطرابات في الأداء اللغوي. في المراحل
المتقدّمة من المرض، تكون الأعراض أحيانا شبيهة بأعراض مرض الألتسهايمر.

الاختلال المعرفي المعتدل – (Mild Cognitive Impairment – MCI) هو حالة يعاني فيها الشخص البالغ
50 عاما وما فوق من اضطرابات في الذاكرة أو في الأداء العقلي الإضافي بدرجة خفيفة لكنها تزيد عمّا هو
متوقع في عمره، لكن قدراته الأدائية لا تتضرّر ولا يدور الحديث عن خرف. يشكّل MCI عامل خطورة
للإصابة بالخرف. ينشأ مرض ألتسهايمر أو الخرف لسبب آخر، لدى 50% فقط ممّن يعانون من الـ MCI.

مرض كروتزفيلد-جاكوب (Creutzfeldt-Jakob Disease – CJD) – هو مرض نادر ينتج بسبب بروتين
خاص يطلق عليه اسم "بريون" والذي يهاجم خلايا الدماغ ويؤدي إلى تدميرها. يرتبط هذا المرض بمرض
"جنون البقر"، والذي يعتبر مرضا شبيها يهاجم البقر.

الخرف المرتبط بالإيدز (AIDS dementia) – من الممكن أن يصاب الأشخاص المرضى بالإيدز بالخرف في
مراحل متقدّمة من المرض.

متلازمة فرنيكيه كورساكوف (Wernicke–Korsakoff syndrome) – هي متلازمة تتم ملاحظتها لدى
المدمنين على الكحول، ومن الممكن أن تنتج أيضا عن اضطراب تزويد الدماغ بالأوكسجين خلال عملية
جراحية، أو لدى النساء الحوال اللاتي تعانين من التقيؤ المتكرر، أو بعد جراحات تصغير المعدة. يعاني الشخص
المريض من اضطرابات في الذاكرة، وعادة ما لا يعاني من اختلال في التواجد أو الأداء اللغوي.

خرف الاكتئاب – يصف متلازمة سريرية من الخرف. من خلال العلاج المناسب، تتلاشى الأعراض. خرف
زائف، تم وصفه بالأساس لدى المرضى الذين يعانون من الاكتئاب. أدى علاج الاكتئاب إلى القضاء على
الخرف.

الخرف القابل للإصلاح – هنالك أعراض خرف تختفي بفضل علاج الحالة الطبية التي أدت لها. تم وصف
المتلازمة القابلة للإصلاح في سياق النقص في الڤيتامينات (مثل B12 )، التهاب المسالك البولية، الحمّى (ارتفاع
الحرارة)، ورم في الدماغ أو التراجع في أداء الغدة الدرقية.

الخرف الناتج عن التهاب الدماغ الذاتي المناعي (autoimmune encephalitis) – في هذا المرض، تهاجم
خلايا الجهاز المناعي الدّماغ و/أو عناصر أخرى من الجهاز العصبي. عادة ما تكون المتلازمة حادّة أو شبه
حادّة، وتشمل الدمج بين الأعراض العقلية الإدراكية والسلوكية. نوبات صرع، تغييرات في الوعي وحركة
لاإرادية، تظهر في أحيان متقاربة في مراحل مبكرة. يعتمد التشخيص بالأساس على المتلازمة السريرية. في

بعض الأحيان، لا يتم تشخيص أي حالة مرضية في الفحص المخبري. من شأن العلاج السريع والصحيح أ يمنع
أو يحدّ من الأضرار الدماغية، ومن خلال ذلك أيضا أم يمنع الخلل الإدراكي السلوكي طويل الأمد.

نشوء وتطوّر المرض

من المتّبع أن يتم التمييز بين ثلاث مراحل للمرض. يبلغ معدّل طول كل مرحلة – ما بين سنتين إلى أربع سنوات.

التشخيص

بالرغم من انتشار المرض الواسع، إلا أن الكثير من المرضى لا يتم تشخيصهم إلا بعد عدّة سنوات من إصابتهم
بالمرض. أحيانا لا يكون المريض على وعي بوجود الصعوبات، وحتى لو كان الشخص أو أفراد العائلة متنبّهين
لوجود الصعوبات، فمن الممكن أن يعتقدوا أن الحديث يدور عن تعب، بأعراض مرتبطة بالعمر أو لأي سبب
خارجي آخر. أحيانا، لا تتوجه العائلة للتشخيص بسبب الاعتقاد بأنه "ليس هنالك ما يمكن القيام به أصلا".
في كثير من الأحيان، حتى عندما تطلب العائلة أو المريض إجراء التشخيص، لا يكون الأمر متاحا دائما بسبب
قلّة التعاون بين الجهات التشخيصية وبين الجهات المعالجة. أحيانا، يتم توجيه المريض إلى عدّة عيادات، والتي لا

يكون بينها أي تنسيق أحيانا، من حيث التوقيت والتوجّه لعلاج مجمل المشاكل التي تسببها أمراض الخرف على
اختلاف أنواعها.
يعتبر التشخيص المبكر بالغ الأهمية ويؤدي إلى العلاج المناسب. أولا، يجب علاج الأعراض القابلة للعلاج.
تساعد الأدوية المتوفرة اليوم في التخفيف من حدّة أعراض المرض. من شأن أي تأخير في الحاجة للدواء
المهدّئ، أو في إدخال المساعدة إلى المنزل، أو إخراج المريض من المنزل للعلاج، أن يكون بالغ الأثر والجدية.
كذلك، يتم إجراء الكثير من الأبحاث من أجل إيجاد العلاج المناسب لأعراض الخرف المختلفة، الأمر الذي من
شأنه أن يؤدي إلى إيجاد طرق علاج حديثة.

من المفضل أن يتم إجراء تشخيص اختلالات الأداء العقلي، السلوكي والأدائي، في عيادة خاصة، مثل عيادة
الذاكرة. هذه العيادات هي عيادات متعددة التخصصات تركّز فيها مختصين مهرة في تشخيص وعلاج الأعراض
التي تحصل نتيجة على الاختلالات العقلية عموما، وجرّاء الألتسهايمر وأمراض الخرف تحديدا. يجري طاقم
العيادة التشخيص ويقوم بالتوصية بالعلاج الملائم، ويتلقى أفراد العائلة التوجيه والإرشاد. نظرا لأن الصورة
السريرية التي تميّز التشخيصات المختلفة، ليست متشابهة – يعتبر التشخيص الدقيق للمرض والتوجيه أمرا بالغ
الأهمية بالنسبة لمتلقي العلاج وأفراد عائلته.

ما تزال إجراءات تشخيص الأعراض التي تتجسد من خلال تراجع الأداء العقلي والسلوكي، مثل التراجع
الإدراكي البسيط (MCI)، التراجع الإدراكي على خلفية نواقص غذائية أو على خلفية اضطرابات في الأيض
(تبادل المواد)، مرض الألتسهايمر وأمراض الخرف الأخرى، غير مشمولة ضمن السلة الصحية. تعمل جمعية
عمدا لتغيير هذا الواقع.
اليوم، يعمل في البلاد عدد كبير من عيادات الذاكرة المتعددة المجالات، غالبيتها ملحقة بالمستشفيات.

الخط الدافئ 8889*


اذن صاغيه واستشاره لأبناء العائلات للمرضاء بالخرف

—– الدليل الكامل —–

الدليل الكامل لمرضى الخرف, الزهايمر والأمراض المماثلة ولأفراد عائلاتهم

سجل الآن واحصل على الدليل الكامل

—– الانضمام إلى المجتمع —–