آلام الأسنان وعلاجات الأسنان

يشعر الأشخاص المصابون بمرض الزهايمر في مراحله المتقدمة بصعوبات في الكلام والتعبير عن مشاعرهم. عندما يعاني المريض المصاب بالزهايمر من آلام الأسنان، فالطريقة الوحيدة له للتعبير عن الألم في هذه الحالة هي عن طريق تغيير السلوك والبكاء والصراخ والأرق وعدم التعاون. ويترتب على ذلك أنه في حالة مشكلة الأسنان التي كان من شأنها أن تذهب بكل واحد منا على الفور إلى طبيب الأسنان، يبقى المريض المصاب بالزهايمر دون علاج. من شأن عدم علاج مشاكل الأسنان أن يؤدي إلى انخفاض الوزن، وصولا إلى حالة يكون بحاجة معها إلى التغذية الصناعية والتسرير في المستشفى. في وقت لاحق، إذا كان المريض لا يزال لم يحصل على العلاج؛ نتيجة لصعوبة المضغ، يمكننا أن نرى فقدان الوزن، لدرجة أن التغذية الاصطناعية والاحتجاز في المستشفى تصبح أمورًا ضرورية.

كيف يمكننا كمعالجين وأقارب أن نحدد علامات وجود مشكلة في الأسنان؟ هل يمكن علاج مرضى الزهايمر بتقديم علاج الأسنان الروتيني؟ كيف يمكنك أن تنظف وتحافظ على ما هو موجود من أسنان في ظل وجود عدم تعاون؟

يمثل علاج الأسنان لمرضى الزهايمر في عيادة الأسنان تحديًا. تنبع الصعوبة من الفهم العقلي المحدود للمريض والشك والسلوك غير المتوقع من جانب المريض. يمكن للمريض الإمساك بيدي طبيب الأسنان، أو يقرر الاستيقاظ فجأة في منتصف العلاج أو رفض فتح فمه. للتغلب على هذه الصعوبات، ينصح بإعطاء المهدئات للمريض قبل العلاج.  خلال علاج الأسنان نفسه، من المحبذ أن يتواجد، بالإضافة لطبيب الأسنان والمساعدة، المعالج وأحد أفراد العائلة أيضا. وجود عدد كبير من الأشخاص في غرفة العلاج له أهمية كبيرة. من المهم أن يكون لديك شخصية مألوفة في غرفة العلاج يمكنها التحدث إلى المريض وصرفه عن العلاج. من المهم أيضا أن يكون هناك شخص يمسك بيد المريض ويمنعه من القيام بحركات غير متوقعة أثناء العلاج. كذلك من المهم، قبل العلاج، استشارة الطاقم الطبي والعائلة من أجل التعرف على المريض ومعرفة سلوكياته النمطية.

جرّاء صعوبة تشخيص المعالجين وأفراد العائلة لمشاكل الأسنان، فإنني أنصح بإحضار الشخص المريض للفحص والتشخيص الأولي لدى طبيب أسنان، ومن المفضل أن يكون ذلك عندما يكون مرض الزهايمر في المرحلة الأولية – المتوسطة، حيث يكون التعاون أفضل. خلال هذا الفحص، يتم تحديد حالة المريض من خلال الفحص السريري الذي يجريه طبيب الأسنان والأشعة السينية إذا لزم الأمر. إذا لزم الأمر، سيتم إجراء علاجات الأسنان وإزالة الجير، بهدف إيصال مريض الزهايمر إلى حالة يتم فيها علاج أسنانه، ولا توجد مصادر محتملة للألم في الفم.

خلال زيارة عيادة الأسنان، سيتم تحديد برنامج وقائي مناسب للمريض المصاب بالزهايمر، والذي سيشمل إرشادات للتنظيف بالفرشاة، واستخدام الفلورايد للوقاية من تسوس الأسنان/ تسوس الجذور. استخدام چل من نوع خاص للحفاظ على حالة اللثة. وإذا لزم الأمر غسول أو چل لزيادة إفراز اللعاب. سيتم توجيه المعالج والأقارب في تنفيذ برنامج الوقاية وفي تنظيف الأسنان بالفرشاة.

في أعقاب عدم التعاون المتوقع من جهة المريض، فإن نصيحتي هي إجراء فحوص ومراقبة للأسنان وتنظيف الكلس بصورة دائمة.

نظرا لعدم التعاون المتوقع من جانب المريض، أوصيتُ بإجراء فحوصات الأسنان ومراقبتها وتنظيف الجير بشكل متكرر. عادة ما لا يكون المعالجون ذوي قدرة على العناية بالأسنان، لكنهم يقضون ساعات طويلة مع المريض ويمكنهم تحديد التغييرات المميزة في سلوك المريض. نتيجة للمشكلة المرتبطة بالأسنان، وبسبب عدم القدرة على التعبير عن الذات لفظيا، سنرى في وقت تناول الطعام أو بعده مباشرة، الصراخ أو البكاء أو بدلا من ذلك، العزلة وعدم الرغبة في تناول الطعام أو التحدث، أو أي تغيير سلوكي آخر غير معتاد في هذا المريض.

وفضلا عن ذلك، يمكننا أن نرى علامات عادية على وجود مشكلة تتعلق بالأسنان في الفم – مثل الكسور في الأسنان أو الجسور أو أطقم الأسنان. أطقم الأسنان غير مستقرة، أسنان تهتز في مكانها.  تورم اللثة أو اللسان أو الخد أو الوجه. ظهور القروح في تجويف الفم. في أي حالة من الحالات المذكورة، من الواجب التوجه فورًا إلى طبيب الأسنان.

ما طبيعة العلاج الذي يقوم به طبيب الأسنان؟ تعتمد الإجابة على الحالة العقلية والطبية للمريض. بطبيعة الحال سيكون الهدف الأولي والفوري هو تخفيف الألم. يتطلب العلاج، كما ذكرنا آنفًا، ترتيبًا لحالة المريض، على سبيل المثال، في بعض الحالات سيكون من الممكن إجراء علاج لقناة الجذر للحفاظ على السن وفي حالات أخرى بسبب صعوبة التعاون، سنقوم بخلع السن. في بعض الحالات، سيقوم الطبيب بخلع الأسنان التي تمثل مصدر الألم وترك المريض بدون أسنان، على أساس أنه حتى لو قاموا بصنع طقم أسنان، فلن يستخدمه المريض. في حالات أخرى، سوف يستوجب سلوك المريض إجراء العلاج بالتخدير الخفيف أو التخدير. ومع ذلك، لن يكون هذا الخيار مناسبا دائمًا، بسبب المشاكل الطبية الأخرى التي يمكن أن تمثل صعوبة وتشكل عوامل خطر لإجراء علاج الأسنان تحت التخدير العام، مثل مشاكل القلب أو صعوبة التنفس.

من المهم للغاية توجيه المعالج فيما يتعلق بإرشادات ما بعد علاج الأسنان لدى مريض الزهايمر. على سبيل المثال، بعد حقن التخدير في الأسنان، يمكن لمريض الزهايمر أن يعض الخد أو اللسان أو الشفة من خلال عدم وجود وعي لديه. أو في حالة أخرى، بعد عملية خلع السن، يمكن للمريض أن يبصق أو يغسل الفم على عكس الإرشادات السائدة، مما يؤدي إلى حدوث نزيف شديد.

في الختام، لا يتم التأكيد بما فيه الكفاية على مسألة أهمية علاج الأسنان لدى مرضى الزهايمر. يعتبر علاج الأسنان جزءًا لا يتجزأ من الحفاظ على صحة المريض العامّة، والحفاظ على جودة حياته، ولذلك فهنالك أهمية قصوى لتشخيص مشاكل الأسنان وعلاجها في المرحلة الأولى من المرض.

 

لكلّ الحقوق والتسهيلات التي يحصل عليها المصابين بالزهايمر

هل تعتنون بشخص مصاب بالخرف؟ هنا تجدون دليلًا كاملًا يساعدكم

 

 

الخط الدافئ 8889*

اذن صاغيه واستشاره لأبناء العائلات المرضى بالخرف

—– الدليل الكامل —–

الدليل الكامل لمرضى الخرف, الزهايمر والأمراض المماثلة ولأفراد عائلاتهم

سجل الآن واحصل على الدليل الكامل

—– الانضمام إلى المجتمع —–